تصدح أنغام آلة "المِزْودْ" الموسيقية التونسية التقليدية من ورشة في شمال العاصمة يديرها الخمسيني خالد بن خميس الساعي إلى تطويعها، لتنسجم مع إيقاعات موسيقى "الراب" و"الجاز".
والمزود آلة نفخ تصنع من جلد الماعز، وتخاط بالكامل على شاكلة قربة مغلقة تحتوي على ثقبين من الأعلى لنفخ الهواء بالفم عبر قصبتين، وتخرج من أسفلها قصبتان أخريان بخمسة ثقوب، وقرنان يشكلان المزمار الذي تُعزف منه النغمات.
ويصوغ "المزاودي" (عازف الآلة) ما يريد من الألحان بأصابعه المتنقلة بين الثقوب، بينما يضغط بذراعيه على الكيس المليء بالهواء، وينفخ بفمه في الآلة.
ويقول خالد بن خميس وهو حرفي أمضى 30 عامًا في هذه الصناعة: "يجب أن تكون كل مكونات الآلة، وأجزائها من قرون البقر والجلد الطبيعي لكي تكون هناك روح، وتخرج النغمة حنينة وأصيلة".
ويشير إلى تشابه هذه الآلة إلى حد بعيد مع "المزود (القربة) الأسكتلندي مع بعض الفوارق في الحجم وعدد المزامير"، لكنه يشدد أن "المزود تغيّر كثيرًا مقارنة بما كان عليه".
ويقول الموسيقي الشاب: "هذه الآلة لا تدرس في معاهد الموسيقى، لكني وظفت معارفي في فهم المزود... وبذلك تمكنا من مزجه مع أنواع موسيقية أخرى، لأننا أدركنا جيدًا مواطن القوة والضعف في الآلة".
ويتابع: "نريد أن نذهب إلى العالم بموسيقانا من خلال دمج هذا النغم مع أنواع موسيقية من أنحاء العالم لكي نغيّر الأفكار... ونثبت موقعه بين بقية الآلات الموسيقية".
ويتلقى منتصر اتصالات من منتجين وعازفين من الخارج لتقديم عروض بالمزود، ويؤكد: "نذهب بخطى ثابتة نحو العالمية".
الفيديو :